2012-03-18

بروتوكولات حكماء مصريون .... الجزء الثاني


( 1 )

كانت لحظة دخوله البلاتوه معتادة , وقد أخذت طابعاً رتيباً للغاية من العاملين بالمكان , ومن مُخرج البرنامج على وجه الخصوص . لقد تم استدعائه خصيصاً للعمل بالبرنامج لما له من خبرة سابقة في التحفيز والتهييج والإثارة الإعلامية بالبرامج . تقدم " عكاشة " نحو المكتب الزجاجي مباشرة بعد ن ألقى تحيات مملة على العاملين , قابلوها باعتيادية ظاهرة , أغلق هاتفه المحمول أثناء قيام مصففة الشعر بتنميق مظهره من البشرة إلى رابطة العنق . لحظات ويبدأ العرض على الهواء .....

===========================

( 2 )

بمكتب شديد الفخامة , شديد الكآبة , يليق حقاً بحاكم عسكري , جلس الكولونيل على كرسي من الجلد . بدا هادئ المراس منبسط الوجه وهو يتابع " ريم " على شاشة الفضائية المعارضة . دخل " العناني " ليجلس بجواره على الأريكة الضخمة ناظراً بشرود إلى قدم الكرسي المقابل له , وكأنه يخشى النظر إلى الشاشة , وكأنها تعكس ضميره في مرآة الحق. قطع الكولونيل الصمت بنبرة متهالكة , قد يكون عنصر السن .. ربما ... !!!! , :

-          " أطلبلي عكاشة " .

جاء صوت " الدكتور الإعلامي " على الهاتف مفعماً بالنفاق والوجل , وانطلق الكولونيل ساباً وقاذفاً , وحين هدأ روعه قليلاً أغلق الخط .
لم يمض القليل من الوقت حتى حضر " عكاشة " إلى المكتب , الذي لا نعلم مكانه على أرض الوطن , وقف أمام الكولونيل الذي بادر بسؤال :
-    يعني هو الريس كان فاتحهالك ليه يا عكاشة ... ؟؟؟!!!!
-    يا ريس أنا بعمل اللي عليا وزيادة ... وأديك شايف معاليك ... كل يوم والتاني تقطيع في فروتي , وخصوصاً إلى اسمه " باسم " ده ... وانا صورتي بدأت تتهز قدام الناس ومبقيتش قا .....

قاطعه الكولونيل صارخاً بحنق :

-     صورة ايه يا بو صورة .... إنت قرد يا عكاشة .. إنت افتكرت نفسك بني آدم ... !!!! إسمع .... الجماعة بتوع 6 إبريل وبتوع البرادعي والبرادعي نفسه أنا عايزهم غربال مخرم ... إنت سامع ... غور .
-           
خرج مطأطئ الرأس كعادته أمام السلاطين الذي اعتاد تقبيل كفوفهم . 

============================

(  3  )

جاءت نبرة " العناني " مشوبة بالقلق حين همس - كالساسة - في أذن الكولونيل , على الرغم من أن الغرفة لم تكن تحوي سواهما :

-          وبعدين يا ريس ...
-     ما تقلقش يا عناني ... الناس في الشارع لسة بدري على ما تفهم .. ولسة بدري أوي على ما تتحرك , نكون رجعنا كل حاجة زي ما كانت واحسن .. قصدي وأوسخ ... ثم إن السيناريو ماشي زي ما اترسم ... إنت ناسي إن اللي رسمه لجنة من كبار زوار طرة . ... !!!

ضحك الكولونيل , وابتسم " العناني " . دخل " شاهين " مرتدياً بزته العسكرية ممسكاً بهاتفه المحمول ليخبر الكولونيل بأن " سعداً " يريد محادثته .. تناول الهاتف وجاءت نبرات صوته ولهجته متنوعة حسب مقتضى الحديث :

-     أيوة يا سعد .... أنا عارف إنت متصل ليه .... خلاص يا سعد ... قول لبديع الموضوع انتهى ... منصور أنسب واحد ... بتقول إيه .. ؟؟؟ ... يعني إيه قلقان من بتوع النور ... مش دول خلفتكوا ومجايبكوا .... أنا عارف إن نهايتي هتبقى زي نهاية السادات ... إسمع يا سعد ... منصور من موسى مش هتفرق كتير ... وبالنسبة للبرادعي .. أنا قلقان منه وهو برة اللعبة أكتر من وهو جوة ... ولاد الـ ( تيييييييت ) بتوع الإعلام المعارض هيعملوه بطل وثوري تاني .. تاني يا سعد .... وولاد التلاتين ( تيييييييت ) اللي عملناهم لينا أبواق أخيب من الخيابة .. والجرنان بتاعكوا زي قلته ... حتى الجرايد بتاعتنا مابقيتش زي الأول .... وع العموم ... أفتكر بعد موضوع سميرة وبراءة ظباط الاقسام تتأكد إن الناس مالهاش قومة تاني ...

========================

( 4 )

في إحدى عربات المترو ينهال الركاب سباً على شاب ثلاثيني يضع ضمادة على عينه اليسرى وهو يجاهد في رفع صوته ليسمعه العبيد .. ركاب المترو

========================


أحمد عبد الحي شلبي
11 - 3 - 2012  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق