2012-03-18

إصلاح .. بعيداً عن السماء




هل كان محمد بن عبد الله  قادراً على تبني أو خلق رؤية إصلاحية قبل اختياره ليكون نبياً ... ؟؟؟؟

أقول نعم

هل سيحالفه النجاح في تفعيل هذه الرؤية على أرض الواقع دون التصريح بقدسية المصدر .. ؟؟؟

أترك الإجابة الآن

==========


النبي محمد لم يعدم وجود مسبق لنسق فكري فكري شبه مكتمل من المبادئ والأسس الإصلاحية , حيث كانت هذه الأسس مختزنة بالفعل في ذهنه وذلك تأسيساً على اشتغاله بالتجارة لفترة طويلة واحتكاكه المباشر بعادات القبائل , كما تأسست هذه المبادئ على تعامله مع سادة قريش وكبرائها إبان فترة رئاسة جده .. وأسباب أخرى كثيرة

إذن فوجود أيديولوجية فكرية عامة للإصلاح أمر يفرض واقعية وجوده , حتى قبل الوحي والرسالة .

وفي هذه النقطة , يتساوى المواطن العربي " محمد بن عبد الله " مع سائر المصلحين قبله وبعده .



===========________________===========

أتذكر ما قرأته يوماً لعبقري الفكر " توفيق الحكيم " , أعتقد في كتابه " تحت شمس الفكر " فيقول أن كل الأجواء في تلك الفترة كانت مهيئة لظهور نبي جديد , وإن كان مكان ظهوره موضع خلاف تبعاً لرؤية المعتقدين وقتها في تلك النبوءة , فأخبر أحبار اليهود وكهنة النصارى بأن ميعاد الظهور قد اقترب , ويرى الحكيم أن ما وقع من معجزات للنبي في صغره وشبابه كان كفيلاً بأن يخلق بداخله استعداداً لا إرادي باحتمالية كونه هو النبي المنتظر , إلى هنا ينتهي حديث الحكيم .

ولما اجتمع هذا الإحساس الدفين بإمكانية اصطفائه كنبي مع رؤيته الإصلاحية المختزنة بداخله من قبل , جعل أمر الإصلاح يبدو هيناً .. على الأقل من الوجهة النظرية ; حيث لم يتبق سوى صبغ تلك الرؤية بصبغة دينية مقدسة تضخم فرصة إيمان العامة بمبادئه الإصلاحية التي اكتملت وتمت صياغتها بنزول القرآن , فأضاف الوحي رؤية إصلاحية أخرى ممثلة في آيات الله وكلماته , وبقى فقط أن تتم عملية المزج , أو بالأحرى , الصهر في كيان جديد فيه التجربة الإنسانية ممثلة في الرسول والأمر الإلهي ممثل في القرآن .. وكان الدين الجديد , الإسلام .

لنفترض سوياً .. ماذا لو تأخر الوحي قليلاً ...؟؟؟ 


هل كان الرسول سيقوم بطرح رؤيته الإصلاحية الإنسانية البحتة , أم ستظل تلك الرؤية سجينة جدران قلبه وفكره إلا أن يتوفاه الله ... ؟؟؟

أعتقد أنه سيجهر بها , فقراءة الواقع العربي في شبه الجزيرة في ذلك الوقت وقبله , والاطلاع على صفحات التاريخ تؤكد وجود بعض المصلحين الذين كان لهم رؤىً ممثلة في اعتراضات وتوجيهات وتوصيات على الواقع العربي وقتها ... 

إذن فالأمر ليس بالبدعة ولا هو بالجديد

خلاصة القول ... إن أي رؤية إصلاحية لا تحتاج إلى دعم خارجي – أياً كان – بقدر ما تحتاج إلى قناعة داخلية وبناء محكم من التصورات , هذا بخلاف شرطيين أساسيين وهما : الوضوح والشمول .

======================

أحمد عبد الحي شلبي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق