2010-10-23

أنا عايز الجمل بتاعي




في انتظار نتيجة اختيار الحزب الوطني المبجل " بل الندى طرطوره " لمرشحه عن الدوائر في القطر المصري , تتصاعد القلوب لدى الحناجر على الأمل المنشود , وعلى غير المعتاد , نجد أن نتيجة هذا الاختيار هي نتيجة الانتخابات نفسها , حيث ستنتهي المعركة الانتخابية قبل أن تبدأ أساساً , وذلك من خلال قراءة الوقع السياسي في مصر في هذه الفترة .

          كلنا يعلم السيناريو القادم , ولا يخفى على أحدنا أمره , إن الحزب الوطني ليس لديه الوقت للمساومات التي قام بها بعيد الانتخابات السابقة مع المستقلين الفائزين بهدف انضمامهم للحزب , بعد أن أخفق مرشحيه في الحصول على نسبة الأغلبية من مقاعد المجلس الموقر , ففضلت أمانته الجليلة أن تفرض نجاح مرشحيها قبل فتح باب الترشيح , ولعل ذلك يفسر سبب تهافت المرشحين على الانضمام إلى صفوف الحزب إيماناً منهم بأن نتيجة الانتخابات ستحسم بلا شك لمصلحته .... !!!!!

          لمست بنفسي لعبة الانتخابات عن كثب في هذه الفترة , ذلك لأن أحد المقربين إلى قلبي قرر خوض المعركة , وقدم أوراق ترشحه , كما تجري العادة , إلى الحزب , وقام بتوقيع التعهد إياه , وفي الانتظار ...................

          ما لفت نظري هو ذلك التبجح الذي صار " على عينك يا تاجر , واللي ما يشتري يتفرج " , على الملأ .. ودون خجل يتباهى المرشحون بأنفسهم على مريديهم بأنهم هم القادمون في قافلة الحزب على " الجمال " , فتنطلق قافلتهم إلى عنان السماء , حتى يمتلكون " الأهلة "  . صار الأمر " مفقوساً " لدرجة لم أعهدها من قبل في عمري القصير .. ألهذا الحد صرنا " صينية بسبوسة بالقشطة والمكسرات " تتداعي إلينا الأيادي في نهم , وتوضع من أجلنا الخطط الرامية إلى إقصائنا خارج دائرة الإنسانية .... !!!؟؟؟ , ألهذه الدرجة تشيئت أحلامنا وأمانينا فصارت أدوات لحرفيي الفساد ... !!!؟؟؟  , هل انتهى الأمر على ذلك .. أم أنه حلقة في " جنزير " التسلط الضارب حول أعناقنا بـ " مزاجنا " ,... !!!؟؟؟؟

          لذلك , فقد اكتشفت أن الحزب الوطني حزب عريق وقديم , يضرب بجذوره في الماضي حتى زمن المماليك , نعم ...

        كان الحزب الوطني الديمقراطي موجوداً أيام الدولة المملوكية

والمفاجأة الصاخبة أن " المنصور " إبن " عز الدين أيبك " كان مرشح الحزب الوطني عن مقعد العمال ... ومن يشكك في تلك الحقيقة فعليه مشاهدة فيلم " واإسلاماه " , وخصوصاً ذلك المشهد الذي صرخ فيه المنصور في أبيه قائلاً :

" مليش دعوة .. أنا عايز الجمل بتاعي "

طبعاً , سأجد من يقول أن المنصور كان يطالب بـ " الحصان " وليس بـ " الجمل " , أقول له أن الحزب الوطني وقتها كان يرفع رمز الحصان عن مقعد العمال بدلاً من الجمل الآن , وبعدين مش هتفرق كتير ... ما الاتنين كناية عن الشعب

واللبيب بالإشارة يفهم

أحمد عبد الحي شلبي
السبت 
17 - 10 - 2010  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق