2012-10-14

وهم الاقتصاد الإسلامي ... ضبابية المستقبل


الخلط بين النظام الاقتصادي والنظام الإسلامي .

-------------

يقول الكاتب "  محمد باقر الصدر " في كتابه :

" إذا وضع النظام الإسلامي موضع التطبيق سوف يجد في العقيدة الدينية سنداً كبيراً له , لأن أساس النظام الإسلامي أحكام الشريعة الإسلامية "

يبدو أن المؤلف قد اختلط عليه الأمر , إن الحديث منصباً على " اقتصاد " إسلامي وليس " نظام " إسلامي . وأعتقد أن هذا المزج الدائم بين الديني والدنيوي هو ما يميز القائلين باقتصاد إسلامي . وكما جرت العادة , فإن الالتجاء المستمر إلى قواعد فقهية , ومصطلحات دينية , وآليات مذهبية هو السلوك المشترك لكل من يفشل في تحديد سمات أو خصائص للاقتصاد الإسلامي .




============================================================


رؤية شخصية :

أرى أن ما جاء في مصادر التشريع الإسلامي ( القرآن , السنة ) بخصوص بعض التعاملات كـ : الخراج , الإرث , الغنائم .... إلخ , هذه التعاملات شديدة البساطة لا يمكن بحال أن تصلح لأن يقام على تفسيرها نظاماً اقتصادياً متكاملاً .



============================================================

وهم الاقتصاد الإسلامي ... مقولات رخوة


صلب الاقتصاد الإسلامي
-------------


--------------    مقولة الفائدة   ----------------


يمكن اعتبار أن مقولة الفائدة هي المقولة الأم التي قام عليها ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي . ولا يخفى علينا أن الفائدة – بمفهومها الاقتصادي – تختلف اختلافاً جذرياً عن الربا – بمفهومه الديني - . إلا أن ثمة تطابقاً , أراه مفتعلاً , قد وقع بين الفائدة وبين الربا مما جعل مدلولاتهما واحدة . وبناءاً على التحريم الديني للربا فقد تم مواجهة الفائدة بنفس الذرائع التي جوبه بها الربا .

بداية , لابد من توضيح جزئية هامة تتعلق بمنهجية تكون العلم , أي علم , انطلاقاً من مقولة محددة بعينها .
ففي هذه الحالات لابد وأن تكون هذه المقولة هي الأساس التي ينبني عليها هذا الفرع من العلوم , وبالتالي لابد أن تنعكس هذه المقولة على صفحة العلم , فتتبدى في آثاره , نتائجه , جوهره , طبيعته , قوانينه , أهدافه .... إلخ . وهو ما لا يمكن أن نجده في ما يسمى بعلم الاقتصاد الإسلامي , ذلك لأن مقولة الفائدة نفسها هي مقولة تابعة وتالية لمقولة أكبر منها وأعم في علم الاقتصاد , وهي مقولة الربح , بحيث لا تقوى مقولة الفائدة على أن تصلح أساساً لنظام اقتصادي أياً كانت دوافعه .

لابد إذن من توضيح الفارق بين الربا وبين الفائدة :

الربــا : يقتطع ... بغض النظر عن الملاءة ( الخلفية ) الاقتصادية للقرض .
الفائدة : تقتطع ... ولكن الملاءة الاقتصادية تكون هي المحور باعتبارها ضمان سداد القرض ( أي أنها تهتم في المقام الأول بالنشاط الاقتصادي الذي سيمارسه المقترض )

أما أن ينادي البعض بتحريم الفائدة باعتبارها أساس الانهيار الاقتصادي , فهو أمر لا يقبله عقل , ونستدل على ذلك باستمرار نجاحات أنظمة اقتصادية وازدهار ورخاء سياسات اقتصادية لم تتخلص من مقولة وسياسة الفائدة , بل إنها قد اعتمدت هذه المقولة كدخل أساسي من دخول الربح المتعددة . هذا بخلاف ضآلة حجم المقولة نفسها بالقياس إلى مقولات أخرى أعم وأشمل أغفل دورها الفكر الاقتصادي الإسلامي .

يبدو أن الاقتصاد الإسلامي قد قام في الأساس ليواجه الاقتصاد الغير إسلامي .... فقط ..... !!!!!

نعود إلى الخلط المتعمد بين الربا والفائدة :

نؤكد على أن الدين الإسلامي لم يكن الدين الوحيد الذي نبذ الربا وحرمه وحث على اجتنابه , فإننا نجد أن كل الشرائع السماوية والوضعية , وكافة الإيديولوجيات والنظريات الفلسفية والاقتصادية تحرم الربا , حتى لنجد في كتابات أرسطو وأفلاطون في القرن الثالث قبل الميلاد هجوماً عنيفاً على الربا , إذ : " كيف يلد المال مالاً " . وهكذا فإن الإسلام لم يكن سباقاً في إخبار العالم بأضرار الربا . وطالما قد بينا فارق المدلول بين الربا والفائدة , فإننا سننتقل للحديث عن الفائدة بشكل واضح وصريح .

فما هي وجهة النظر في رفض الفائدة لدى الإسلاميين .... ؟؟؟؟؟

يحتج أنصار الاقتصاد الإسلامي في رفضهم لمقولة الفائدة بأنها لا يدخل في عمليتها الإنتاجية عنصر الجهد البشري . وبالتالي - وطالما لم يتوسط المال أحد عناصر الإنتاج الأخرى , بل كان هو ذاته العنصر الأوحد في العملية الإنتاجية - فإن النوع من الدخول لا يصلح لأن يكون مثمراً اقتصادياً , لأن القرض أو الدين في التنظير الإسلامي هو شئ معنوي , وبالتالي لا يمكن للشئ المعنوي أن يلد شيئاً مادياً ,  بينما تصلح الدخول والأرباح الشرعية من الأشياء المادية فقط .... !!!!

وأتعجب من انتقاء الإسلاميين لهذا النوع من الدخول بالذات لوصفه بأنه يُخرج عنصر الجهد البشري من العملية الإنتاجية , بينما هناك العديد من أنواع الدخول التي يرتضيها ويقرها الاقتصاد الإسلامي على الرغم من كونها تحقق ربحاً دون إدخال عنصر العمل في عمليتها الإنتاجية كالريع , والسمسرة , والعمولة , والإيجار ..... إلخ .

كما أن عنصر الجهد البشري نفسه يعد من وجهة نظر ما عنصر إنتاج يحقق فضل القيمة , أو فائض القيمة بالتعبير الماركسي , إذا ما توسط عناصر الإنتاج .

============================================================

وهم الاقتصاد الإسلامي .. خيالية النظرية





هل أنتج الاقتصاد الإسلامي علماً .... ؟؟؟؟؟

-------------


سنحاول في هذا المبحث المختصر أن نلتزم أقصى درجات الموضوعية والحيادية , وسنستعين بفقرات كثيرة من كتاب " إقتصادنا " لـ : " محمد باقر الصدر " , والذي خصصه للدفاع عن الاقتصاد الإسلامي .
بداية ً ... يؤكد الكاتب أنه " لا وجود لعلم الاقتصاد الإسلامي على طراز علم الاقتصاد السياسي مثلاً " .... !!!!!!
ثم يوضح مفهومه عن التنظير الاقتصادي في الإسلام باعتباره : " ثورة لقلب الواقع الفاسد وتحويله إلى واقع سليم " .
هذا هو إذن كل ما يمكن أن يصف به أحد أنصار الاقتصاد الإسلامي , " إقتصاده " المزعوم .

ثم .....
يضيف الكاتب محللاً ومتسائلاً :

"متى وكيف يمكن وضع علم الاقتصاد الإسلامي ... ؟؟؟؟ "

ويجيب , يجب توافر شرطين :

" جمع الأحداث الاقتصادية من التجربة الواقعية للحياة وتنظيمها تنظيماً علمياً يكشف عن القوانين التي تتحكم بها , في مجال تلك الحياة وشروطها الخاصة

البدء في البحث العلمي من مسلمات معينة تُفترض افتراضاً , ويستنتج في ضوئها الاتجاه الاقتصادي ومجرى الأحداث . "

ونترك الرد على الحالتين للمؤلف نفسه , الذي استطرد مفنداً الشرط الأول قائلاً :

" ولكن شيئاً كهذا لا يتاح للاقتصاديين الإسلاميين , ما دام الاقتصاد الإسلامي بعيد عن مسرح الحياة . فهم لا يملكون من حياتهم اليوم تجارب عن الاقتصاد الإسلامي خلال التطبيق , ليدركوا في ضوءها طبيعة القوانين التي تتحكم في حياة تقوم على أساس الإسلام "

وفي رده -  هو نفسه - على الشرط الثاني , يقول :

" من الممكن استخدام البحث العلمي لتوضيح بعض الحقائق التي تتميز بها الحياة الاقتصادية في المجتمع الإسلامي , وينطلق البحث العلمي من نقاط مذهبية معينة "

إذن ... يمكننا القول , وبدون سفسطة , أن :

قيام علم اقتصاد إسلامي يقتضي بالضرورة أن يكون هناك اقتصاد إسلامي أصلاً , هذا الاقتصاد الذي يؤكد الكاتب على أنه ليس متاحاً حتى الآن ..... !!!!

ومع ذلك يصر دعاة هذا الاقتصاد الوهمي على وجوده .... فكيف إذن .... ؟؟؟؟؟
قد يقصدون وجوده بالقوة ( بالمعني الفلسفي ) , أي إمكانية وجوده , فقط مجرد الإمكانية ... !!!!


============================================================


الخلط بين النظام الاقتصادي والنظام الإسلامي .

-------------

يقول الكاتب "  محمد باقر الصدر " في كتابه :

" إذا وضع النظام الإسلامي موضع التطبيق سوف يجد في العقيدة الدينية سنداً كبيراً له , لأن أساس النظام الإسلامي أحكام الشريعة الإسلامية "

يبدو أن المؤلف قد اختلط عليه الأمر , إن الحديث منصباً على " اقتصاد " إسلامي وليس " نظام " إسلامي . وأعتقد أن هذا المزج الدائم بين الديني والدنيوي هو ما يميز القائلين باقتصاد إسلامي . وكما جرت العادة , فإن الالتجاء المستمر إلى قواعد فقهية , ومصطلحات دينية , وآليات مذهبية هو السلوك المشترك لكل من يفشل في تحديد سمات أو خصائص للاقتصاد الإسلامي .




============================================================


رؤية شخصية :

أرى أن ما جاء في مصادر التشريع الإسلامي ( القرآن , السنة ) بخصوص بعض التعاملات كـ : الخراج , الإرث , الغنائم .... إلخ , هذه التعاملات شديدة البساطة لا يمكن بحال أن تصلح لأن يقام على تفسيرها نظاماً اقتصادياً متكاملاً .



============================================================

وهم الاقتصاد الإسلامي ... سمات عامة




أولاً / سمات الاقتصاد الإسلامي :
-------------

حاولت تجميع تلك الخصائص لتظهر متباينة ومختلفة قدر الإمكان , دفعاً للتكرار وإعادة الصياغة :

( أ ) : مراد وهبة :

1.     الحاكمية لله
2.     المال والملكية لله
3.     الشريعة الإسلامية
4.     التقوى
5.     العبادة
6.     إعمار الأرض
7.     البركة

( ب ) : أميرة عبد اللطيف مشهور :

1.     العقيدة الإسلامية
2.     الاعتدال والوسطية
3.     التكامل والترابط
4.     العدالة
5.     الواقعية

( ج ) : محمد باقر الصدر :

1.     مبدأ الملكية المزدوجة : خاصة وعامة
2.     مبدأ الحرية الاقتصادية في نطاق محدود
3.     مبدأ العدالة الاجتماعية

( د ) : محمد شحرور :

1.     الاعتراف بالملكية الشخصية والخاصة
2.     التغاضي عن مسألة الملكية العامة , وخاصة على الموارد الطبيعية .
3.     اعتماد النظام المصرفي الحديث مع بعض التعديلات .
4.     العدالة الاجتماعية .

وللحق , فإنني أترك التعليق للقارئ , الذي لا يشترط أن يكون متخصصاً – مثلي – في الاقتصاد . فيكفيه نظرة عابرة ليسجل بعض الملاحظات :

·   إن المثال الأول والثاني لا يخرجان عن كونهما توصيفاً لأمور فقهية مذهبية لا أكثر , فغياب المضمون الاقتصادي في السمات والمتمثل في المصطلحات يشي بفراغ المعنى الاقتصادي .

·      المثال الثالث : لا أرى فيه ما يميزه عن سائر الأنظمة الاقتصادية , فما وجه الـ " إسلامية " فيه .... ؟؟؟؟ !!!!!!

·   المثال الرابع : نجد أن السمتين الأولى والثانية ينافيان الواقع التاريخي تماماً , حيث أن الملكية الخاصة بشكلها القانوني لم يكن موجودة أساساً , فكانت الأرض ( باعتبارها أهم وسيلة إنتاج وقتها ) ملكاً للسلطان / الحاكم . والسمة الثالثة لم تحدد حتى الآن , فالنظام المصرفي الإسلامي لم يخرج كثيراً عن الأنظمة الاقتصادية الموجودة قبلاً . والسمة الرابعة والأخيرة لا يمكن التدليل على " إسلاميتها " لسبق تناولها حتى قبل ظهور الإسلام نفسه .



إذن , فنحن أمام فرع من العلوم الاقتصادية لا سمات له , وإنما نحن أمام توصيف عام فضفاض لرؤية معرفية عامة , غير محددة , وغير مؤطرة , وتفتقد التماسك والتميز .


============================================================

وهم الاقتصاد الإسلامي ... خلفية معرفية




الخلفية المعرفية لدى القائلين بضرورة وجود اقتصاد إسلامي :

-------------


قامت وجهة النظر القائلة بوجود هذا الاقتصاد من منطلق المقابلة بين ما هو ديني وما هو دنيوي , تلك المقابلة التي نشأت بالضرورة عن أن الإسلام " دين ودنيا " فهو بجانب كونه عقيدة روحية , فهو أيضاً تشريع دنيوي . ويرى الإسلام – أو رجاله – أن هذا الدين يتميز في هذه النقطة عن سائر الأديان التي جاءت جزئية ومحددة , ومجردة من الطابع العمومي الشمولي الذي اتسم به الإسلام .أي أن هذه الأديان لما كانت غير صالحة للتطبيق العملي على الأرض , فقد اعتمدت سياسة الفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي , لافتقار متونها إلى التشريع الدنيوي أصلاً , على عكس الإسلام .

والحقيقة أن وجهة النظر تلك لا تجد لها في التاريخ سنداً :

أولاً / لأن حالة الفصل تلك التي زعموا أنها انتابت سائر الأديان لم تتحقق إلا في فرنسا فقط , وعلى فترات متقطعة وفي ظروف بعينها .
ثانياً / إنه من الطبيعي في حالة سيطرة دين ما , أو إيديولوجية ما , على شئون الحياة في أي مكان , فإنه سيتجه نحو صبغ كافة مناحي الواقع المادي بصبغة تخدم اتجاهها العام . ولعل هذا ما قامت به الكنيسة التي اعتمدت سياسات اقتصادية لخدمة سلطانها , بل وأقامت محاكم للتفتيش كتدخل صارخ في توجيه العقل الأوروبي آنذاك .

قصدت مما سبق الوقوف على حقيقة مجردة , مفادها :

إن عملية الدمج / الفصل هي عملية دنيوية بحتة تفرضها المصالح الحالية وظروف التاريخ والمجتمع , ول علاقة لوحي السماء بهذا الأمر . فكافة الأديان تحاول تسويغ العالم وفقاً لرؤيتها , فتلجأ للفصل أو الدمج كآليات لهذا التسويغ .

===========================

يمكن رد أسباب فشل قيام اقتصاد إسلامي في العصور الكلاسيكية الإسلامية إلى :

·      تداخل موضوعات الاقتصاد مع موضوعات علوم أخرى كالفقه والأدب والبلاغة والشعر والفلسفة
·      عدم نضج الظواهر الاقتصادية نفسها .
·      عدم ظهور مفكرين اقتصاديين معبرين عن طبقة أو قوى اجتماعية معينة .

وبالحديث عن القوى الاقتصادية التي تسهم بشكل أساسي في تكوين نظام اقتصادي ما , فإننا سنختتم هذه الورقة برؤية متواضعة عن تاريخ ومستقبل هذه القوى في ظل اقتصاد إسلامي :

إن أنسب الفئات الاجتماعية التي قد تضطلع بمهمة إرساء قواعد لعلم الاقتصاد الإسلامي هي فئة " البرجوازية الصغيرة " , فهي القوة الاجتماعية الوحيدة التي رفضت – بعد تردد وتذبذب – الانزلاق في المشروعات الوطنية المجهضة " الليبرالية " و " الشمولية " , وظلت كذلك حتى وجدت ضالتها في البديل الثالث : الإسلامي . هذا الاقتصاد الذين يحاولون جاهدين خلقه خلقاً ليحتضن واقعهم المأزوم , والذي تجلى – من خلال براجماتية واضحة – في تخبطهم الدائم بين المشروعات الليبرالية حيناً والمشروعات الشمولية أحياناً أخرى .




=================================




خــــــــاتـــــــــمـــــــــــــة :

لقد افترض منظري الاقتصاد الإسلامي المزعوم أن شرارة النهضة العربية لابد وأن تنطلق من أساس اقتصادي , وعلى ذلك بدأت آدابهم وأبواقهم في التشكل والنفير .

 وإن كان ثمة ما يدعم هذه الفرضية , فإننا نتبنى وجهة نظر مغايرة تماماً , فالنهضة العربية المنتظرة , والقادمة لا محالة ,لا بد وأن تبدأ بالعقل أولاً .... تحرير العقل وإطلاق حرية الإبداع والأفكار والتعبير . ولا شك في أن مثل هذه الشعارات والمبادئ لن تكون أبداً مستساغة من قبل القائلين بالاقتصاد الإسلامي , ذلك الاقتصاد الذي يفترض شرعية وجوده إنكار ورفض الآخر , والذي افترض منظريه بادئ ذي بدء تصادماً قادماً لا محالة بينه وبين سائر الأنظمة الاقتصادية , في الوقت الذي تتجه فيه العقلية العالمية نحو البحث عن أساليب التكامل و سبل التعاون .

البهلول والشملول





آخر ما كنت أتوقعه أن تعير جماعة الإخوان المسلمين انتباهها إلى بهلوان الإعلام لدرجة اتخاذ إجراءات قانونية ضده . وكنت أرى وأسمع البلهاء من داعمي الفكر الإخواني والمنتمين وجدانياً للجماعة وهو يؤكدون عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض الجلسات على المصير الأسود الذي سيلاقيه هذا المعتوه على يد الجماعة . وكنت على يقين من أن " الشملول " أكثر ذكاءاً من أن يواجه " البهلول ", وأنه سيتغاضى عن ترهاته لئلا يصنع منه بطلاً من فراغ .


إلا أني ظني خاب


أدرك جيداً ما يسببه البهلول من " بهللة " وبلبلة فكرية , ويؤثر على قطاع كبير من مدمني " الطرقعات " الإعلامية التي يجيد استخدامها البهلول جيداً , والتي جعلت من تصريحاته وتعليقاته أمثالاً وأقوالاً مأثورة .

  • بس ولا مؤاخذة البهلول في المقام الأخير : بهلول
  • طلع ولا نزل بهلول
  • وعمر البهاليل ما بتصنع مصائر .

كنت أتمنى أن يُترك البهلول ليسقط في بئر حماقته , وأن يتركه الشملول عملاً بالآية :
وأما الزبد فيذهل جفاءاً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
وانطلاقاً من سوابق مؤسفة لإعلاميين أسقطوا أنفسهم لخروجهم عن قواعد مهنتهم .



====================


ملحوظة :

علمتنا التجربة أن الإقصاء لا يصلح في مثل هذه الظروف , ولن يطول الوقت بالساحة الإعلامية خالية من أحد المعادين للإخوان , ولكن قد يكون هذا الوجه الجديد أقل " بهللة " وأكثر اتزاناً بحيث يستقطب قطاع أعرض وفئات أكثر , فيكون الإقصاء وقتها أكثر فداحة وإيلاماً .


========================================


أحمد عبد الحي شلبي
الجمعة
10 – 8 - 2012

وراح العرش




بعد صراع طويل مع المرض ... أأ .... مع الأنظمة , نجحت قواتنا المسلحة .... يووووووووة .. قصدي نجح الإخوان المسلمون في اعتلاء قمة السلطة في مصر , طبعاً هناك اختلاف كبير بين مزايا هذه القمة الآن وبين مزاياها طيلة القرون السابقة ( من ساعة م الحلواني بناها ) إلا أن خطوة على طريق التخلف قد وقعت بالفعل .

باختصار ... أثق تماماً في قدرة الجماعة على تبنى وتنفيذ سياسة اقتصادية قد تحقق نجاحاً كبيراً , والمرتبات والمعاشات هتزيد , والأسعار هتهدى , والشغل هيكتر , بس في مقابل إيييييييييييييييييييييه ...... !!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟

لن يلجأ الإخوان إلى خيار العنف والقمع الجسدي , ولن يعتمدوا سياسة التزوير الفج لأصوات الناخبين , ولكنهم سيبدأوا في رسم وجه جديد للشارع المصري في السنوات القليلة القادمة .

ستكون البداية , فيما أعتقد , في التعليم , حيث ستعتمد الجماعة سياسة تجفيف المنابع , وسيكون الهدف هو إخراج جيل منزوع الفكر والرأي والتعبير .

ثم يلتفتوا إلى النواحي الفكرية , وستشن حملة كبيرة على الروايات واللوحات والأشعار , وسيصاب الأدب – المحتضر أصلاً – في أصله وأساسه . ناهيك طبعاً عن الرقابة المحمومة على المنشورات والمرئيات والمسموعات من موسيقى ومسرح وتليفزيون وسينما .

وطبعاً محدش يقوللي ساعتها ثورة ... مفيش حيوان هيرضى يمشي وراك في مظاهرة لأن بؤة مليان أكل .... !!!!!!

إن التغيير الحقيقي يبدأ من العقل , ولعل أحد أسباب فشل أحداث يناير هو أنها اعتمدت أسلوب القفزة أو الوثبة الفجائية , حتى بعد خروج الحاكم من المشهد لم تلتفت القوى الثورية إلى الفكر والعقل , ظناً منهم أن الحدث الأكبر سيجر ورائه – بشكل آلي – سائر الأحداث الإيجابية التي تصب في مسار الثورة .

قامت الثورة الفرنسية بدعم شعبي هائل , ذلك لأن الجماهير نفسها كانت مجهزة للوثبة , وذلك بسبب كتابات روسو وفولتير وغيرهم التي امتدت لعشرات الأعوام قبل قيام الثورة .

إن توجيه الفكر والثقافة هو الضمان الوحيد للجماعة لبقاء فكرها وثقافتها , حتى وإن اختلفت الوجوه , فسيبقى الفكر الإخواني .

التيارات السياسية ... خطوة على طريق الإلحاد


يزعجنا التاريخ دوماً بقراءته , ويكشف لنا المستقبل بفجاجة , إلا أ، البعض يأبى إلا العمى والصم والانغلاق .

تنقل لنا سطور التاريخ الأوروبي في القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين مواقف عن الحركة الفكرية وقتذاك . ونطلع على كتاتبات للمفكرين والفلاسفة وأحياناً القساوسة في هذه الفترة فنجدها تصب اللعنات على المسيحية , إما في ثوابتها التي أجمع عليها الرهبان ورجال الدين عبر المجامع الكنسية المختلفة , وإما على تصرفات وسلوكيات رجال الدين أنفسهم . وظلت اللعنات تتنوع وتتطور حتى اتخذت في مطلع القرن التاسع عشر شكلاً أخيراً يسمى " الإلحاد " وبات التنكر للدين ورفضه سمة أساسية من سمات أفراد الأسر العريقة والنبلاء , وما لبث أن انسحب الأمر على رجل الشارع الذي رفض الدين شكلاً وسلوكاً .

المهم

لم يكن يجول بخاطر أحد الأساقفة في تلك العصور المظلمة أن أمراً سيصدره يقابل بالرفض أو المناقشة , بل إن العظات نفسها كانت تحتوى على أو\امر قابلة للنفاذ بلا نقاش , ونذكر أ، الحروب الصليبية التي لا نزال نعاني من يلاتها حتى الآن بدأت بأمر بابوي .... !!!!!

إلا أن التعصب الديني , والسلطة الدينية التي زاحمت قرينتها الدنيوية , وتلك الثقة المطلقة في سسلطان القس المستمد من الرب , وذلك الاستخدام السئ لغيبيات الأديان للتأثير في حوادث الدنيا ... كل تلك العوامل أفضت أخيراً بالعقل الأوروبي إلى حالة الرفض والتنكر التام لكل ما هو ديني , وتعتبر الدين من الزوائد الضارة والادات الغبية .

عايزين نقول إيه ...؟؟ ؟؟؟

ظهور التيار الديني على الساحة المصرية وتنامي دوره أجبرنا على عقد مقارنة بين ما كانت وما آلت إليه أوروبا المسيحية وبين ما آلت وما ستؤول إليه مصر في ظل هيمنة تيارات الإسلام السياسي .

إذا لم تستوعب هذه التيارات كيمياء التاريخ وديالكتيك مقوماته فسوف تتنتهي تدريجياً أسطورة ( الشرقي – المتدين ) .... !!!!

فإذا تبنت هذه التيارات أساليب القمع الفكري والإرهاب الثقافي التي عهدناها منها في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم , وإذا أقامت مقاصل ومحاكم التفتيش الفكري والديني للمخالفين , وإذا أنشأت المحارق والخوازيق لأصحاب الرأي والمبدأ ;  فإننا لا نستبعد نتيجة كتلك التي وصلت إليها أوروبا المسيحية . وأؤكد ثانية على التشابه الكبير بين رجل الشارع المصري المتدين – أو الرافض للإلحاد – في الوقت الحالي , وبين رجل الشارع الفرنسي المتدين – أو الرافض للإلحاد – في العصور الوسطى

         
أحمد عبد الحي شلبي
السبت
9 – 6 - 2012