لا
يوجد أدنى شك في أننا نحيا الآن بقلوب دعامتها الخوف , الخوف من الغد ومن البطش
ومن الحرمان والخوف على ذوينا ولقمة عيشنا , وفي ظل سرادق الخوف الهائل الذي نسكنه
تجثم على صدورنا أطياف أحلام بالحرية والخلاص والعدل والأمن .. والواضح أننا نتألم
بهذه الأحلام , فلا هي تتحقق ولا هي تذهب عنا . لذلك وجدت أنه من الضروري أن نواجه
أنفسنا بحقيقة وجودنا , إن وجود الهواء في صدورنا لا يعني بالضرورة أننا أحياء ,
فكم من الأحياء أمواتاً , وكم ممن واراهم الثرى أخصب وجوداً من هؤلاء الراكضون فوق
الأرض .
السؤال الآن :
ماذا فعلت في سني حياتك يكون فخراً لك بعد
اندثارك ...؟؟؟؟
نصحني
والدي نصيحة لا يزال صداها في أذني ومغزاها في روحي يترددان , قال
لي ذات مرة , ولم أبلغ بعد السابعة من عمري , " لا أريدك أن تكون كمن ولد
فعاش فمات " بالطبع لم أقف ساعتها على ما يقصد , ولكنني أدركت بعد ذلك أن بين
الميلاد والموت ثوانٍ صماء علينا أن نعيد تصنيعها لتنتج لنا مفردات شخصيتنا وأجزاء
هويتنا , وبالعقل نجمع هذه المفردات والأجزاء فنخلق منها المجد .
يظن
البعض أنه بذهابه لعمله واجتهاده فيه يكون قد صنع شيئاً , ويظن البعض أنه بزواجه
وإنجابه يكون قد أوفى مهمة , ويظن البعض أنه بدراسته وتفوقه العلمي يكون قد حقق
إنجازاً , ولكن الحقيقة أن هناك من الأحلام ما يراودنا ويلح علينا ولكننا ندعي
الصمم , أدعو الجميع للبحث عن ذلك الجزء في حياتنا , الجزء الحالم في شخصيتنا ,
أدعوكم للركض وراء قضية أو مبدأ أو حلم أو عقيدة , لنهب جزء من حياتنا لخدمة
طموحاتنا التي طالما كبتناها وأصبناها بالشلل , ولا تهابوا عظمة الحلم , فكلما كان الحلم عظيماً وكلما كان تحقيقه صعباً
كلما زاد الشوق لمناله , وكلما زادت متعة السعي في سبيله .
" مرحى لكل من وهب من عمره جزءاً
لإفنائه في لمس جدار الشمس "
أحمد عبد الحي شلبي
الخميس
26 – 11 - 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق