2012-03-18

الحلم






لا يوجد أدنى شك في أننا نحيا الآن بقلوب دعامتها الخوف , الخوف من الغد ومن البطش ومن الحرمان والخوف على ذوينا ولقمة عيشنا , وفي ظل سرادق الخوف الهائل الذي نسكنه تجثم على صدورنا أطياف أحلام بالحرية والخلاص والعدل والأمن .. والواضح أننا نتألم بهذه الأحلام , فلا هي تتحقق ولا هي تذهب عنا . لذلك وجدت أنه من الضروري أن نواجه أنفسنا بحقيقة وجودنا , إن وجود الهواء في صدورنا لا يعني بالضرورة أننا أحياء , فكم من الأحياء أمواتاً , وكم ممن واراهم الثرى أخصب وجوداً من هؤلاء الراكضون فوق الأرض .

          السؤال الآن :

ماذا فعلت في سني حياتك يكون فخراً لك بعد اندثارك ...؟؟؟؟

نصحني والدي نصيحة لا يزال صداها في أذني ومغزاها في روحي يترددان , قال لي ذات مرة , ولم أبلغ بعد السابعة من عمري , " لا أريدك أن تكون كمن ولد فعاش فمات " بالطبع لم أقف ساعتها على ما يقصد , ولكنني أدركت بعد ذلك أن بين الميلاد والموت ثوانٍ صماء علينا أن نعيد تصنيعها لتنتج لنا مفردات شخصيتنا وأجزاء هويتنا , وبالعقل نجمع هذه المفردات والأجزاء فنخلق منها المجد .

يظن البعض أنه بذهابه لعمله واجتهاده فيه يكون قد صنع شيئاً , ويظن البعض أنه بزواجه وإنجابه يكون قد أوفى مهمة , ويظن البعض أنه بدراسته وتفوقه العلمي يكون قد حقق إنجازاً , ولكن الحقيقة أن هناك من الأحلام ما يراودنا ويلح علينا ولكننا ندعي الصمم , أدعو الجميع للبحث عن ذلك الجزء في حياتنا , الجزء الحالم في شخصيتنا , أدعوكم للركض وراء قضية أو مبدأ أو حلم أو عقيدة , لنهب جزء من حياتنا لخدمة طموحاتنا التي طالما كبتناها وأصبناها بالشلل , ولا تهابوا عظمة الحلم ,  فكلما كان الحلم عظيماً وكلما كان تحقيقه صعباً كلما زاد الشوق لمناله , وكلما زادت متعة السعي في سبيله .

" مرحى لكل من وهب من عمره جزءاً لإفنائه في لمس جدار الشمس "



أحمد عبد الحي شلبي
الخميس
26 – 11 - 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق