2012-10-14

وهم الاقتصاد الإسلامي ... مقولات رخوة


صلب الاقتصاد الإسلامي
-------------


--------------    مقولة الفائدة   ----------------


يمكن اعتبار أن مقولة الفائدة هي المقولة الأم التي قام عليها ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي . ولا يخفى علينا أن الفائدة – بمفهومها الاقتصادي – تختلف اختلافاً جذرياً عن الربا – بمفهومه الديني - . إلا أن ثمة تطابقاً , أراه مفتعلاً , قد وقع بين الفائدة وبين الربا مما جعل مدلولاتهما واحدة . وبناءاً على التحريم الديني للربا فقد تم مواجهة الفائدة بنفس الذرائع التي جوبه بها الربا .

بداية , لابد من توضيح جزئية هامة تتعلق بمنهجية تكون العلم , أي علم , انطلاقاً من مقولة محددة بعينها .
ففي هذه الحالات لابد وأن تكون هذه المقولة هي الأساس التي ينبني عليها هذا الفرع من العلوم , وبالتالي لابد أن تنعكس هذه المقولة على صفحة العلم , فتتبدى في آثاره , نتائجه , جوهره , طبيعته , قوانينه , أهدافه .... إلخ . وهو ما لا يمكن أن نجده في ما يسمى بعلم الاقتصاد الإسلامي , ذلك لأن مقولة الفائدة نفسها هي مقولة تابعة وتالية لمقولة أكبر منها وأعم في علم الاقتصاد , وهي مقولة الربح , بحيث لا تقوى مقولة الفائدة على أن تصلح أساساً لنظام اقتصادي أياً كانت دوافعه .

لابد إذن من توضيح الفارق بين الربا وبين الفائدة :

الربــا : يقتطع ... بغض النظر عن الملاءة ( الخلفية ) الاقتصادية للقرض .
الفائدة : تقتطع ... ولكن الملاءة الاقتصادية تكون هي المحور باعتبارها ضمان سداد القرض ( أي أنها تهتم في المقام الأول بالنشاط الاقتصادي الذي سيمارسه المقترض )

أما أن ينادي البعض بتحريم الفائدة باعتبارها أساس الانهيار الاقتصادي , فهو أمر لا يقبله عقل , ونستدل على ذلك باستمرار نجاحات أنظمة اقتصادية وازدهار ورخاء سياسات اقتصادية لم تتخلص من مقولة وسياسة الفائدة , بل إنها قد اعتمدت هذه المقولة كدخل أساسي من دخول الربح المتعددة . هذا بخلاف ضآلة حجم المقولة نفسها بالقياس إلى مقولات أخرى أعم وأشمل أغفل دورها الفكر الاقتصادي الإسلامي .

يبدو أن الاقتصاد الإسلامي قد قام في الأساس ليواجه الاقتصاد الغير إسلامي .... فقط ..... !!!!!

نعود إلى الخلط المتعمد بين الربا والفائدة :

نؤكد على أن الدين الإسلامي لم يكن الدين الوحيد الذي نبذ الربا وحرمه وحث على اجتنابه , فإننا نجد أن كل الشرائع السماوية والوضعية , وكافة الإيديولوجيات والنظريات الفلسفية والاقتصادية تحرم الربا , حتى لنجد في كتابات أرسطو وأفلاطون في القرن الثالث قبل الميلاد هجوماً عنيفاً على الربا , إذ : " كيف يلد المال مالاً " . وهكذا فإن الإسلام لم يكن سباقاً في إخبار العالم بأضرار الربا . وطالما قد بينا فارق المدلول بين الربا والفائدة , فإننا سننتقل للحديث عن الفائدة بشكل واضح وصريح .

فما هي وجهة النظر في رفض الفائدة لدى الإسلاميين .... ؟؟؟؟؟

يحتج أنصار الاقتصاد الإسلامي في رفضهم لمقولة الفائدة بأنها لا يدخل في عمليتها الإنتاجية عنصر الجهد البشري . وبالتالي - وطالما لم يتوسط المال أحد عناصر الإنتاج الأخرى , بل كان هو ذاته العنصر الأوحد في العملية الإنتاجية - فإن النوع من الدخول لا يصلح لأن يكون مثمراً اقتصادياً , لأن القرض أو الدين في التنظير الإسلامي هو شئ معنوي , وبالتالي لا يمكن للشئ المعنوي أن يلد شيئاً مادياً ,  بينما تصلح الدخول والأرباح الشرعية من الأشياء المادية فقط .... !!!!

وأتعجب من انتقاء الإسلاميين لهذا النوع من الدخول بالذات لوصفه بأنه يُخرج عنصر الجهد البشري من العملية الإنتاجية , بينما هناك العديد من أنواع الدخول التي يرتضيها ويقرها الاقتصاد الإسلامي على الرغم من كونها تحقق ربحاً دون إدخال عنصر العمل في عمليتها الإنتاجية كالريع , والسمسرة , والعمولة , والإيجار ..... إلخ .

كما أن عنصر الجهد البشري نفسه يعد من وجهة نظر ما عنصر إنتاج يحقق فضل القيمة , أو فائض القيمة بالتعبير الماركسي , إذا ما توسط عناصر الإنتاج .

============================================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق