2012-10-14

التيارات السياسية ... خطوة على طريق الإلحاد


يزعجنا التاريخ دوماً بقراءته , ويكشف لنا المستقبل بفجاجة , إلا أ، البعض يأبى إلا العمى والصم والانغلاق .

تنقل لنا سطور التاريخ الأوروبي في القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين مواقف عن الحركة الفكرية وقتذاك . ونطلع على كتاتبات للمفكرين والفلاسفة وأحياناً القساوسة في هذه الفترة فنجدها تصب اللعنات على المسيحية , إما في ثوابتها التي أجمع عليها الرهبان ورجال الدين عبر المجامع الكنسية المختلفة , وإما على تصرفات وسلوكيات رجال الدين أنفسهم . وظلت اللعنات تتنوع وتتطور حتى اتخذت في مطلع القرن التاسع عشر شكلاً أخيراً يسمى " الإلحاد " وبات التنكر للدين ورفضه سمة أساسية من سمات أفراد الأسر العريقة والنبلاء , وما لبث أن انسحب الأمر على رجل الشارع الذي رفض الدين شكلاً وسلوكاً .

المهم

لم يكن يجول بخاطر أحد الأساقفة في تلك العصور المظلمة أن أمراً سيصدره يقابل بالرفض أو المناقشة , بل إن العظات نفسها كانت تحتوى على أو\امر قابلة للنفاذ بلا نقاش , ونذكر أ، الحروب الصليبية التي لا نزال نعاني من يلاتها حتى الآن بدأت بأمر بابوي .... !!!!!

إلا أن التعصب الديني , والسلطة الدينية التي زاحمت قرينتها الدنيوية , وتلك الثقة المطلقة في سسلطان القس المستمد من الرب , وذلك الاستخدام السئ لغيبيات الأديان للتأثير في حوادث الدنيا ... كل تلك العوامل أفضت أخيراً بالعقل الأوروبي إلى حالة الرفض والتنكر التام لكل ما هو ديني , وتعتبر الدين من الزوائد الضارة والادات الغبية .

عايزين نقول إيه ...؟؟ ؟؟؟

ظهور التيار الديني على الساحة المصرية وتنامي دوره أجبرنا على عقد مقارنة بين ما كانت وما آلت إليه أوروبا المسيحية وبين ما آلت وما ستؤول إليه مصر في ظل هيمنة تيارات الإسلام السياسي .

إذا لم تستوعب هذه التيارات كيمياء التاريخ وديالكتيك مقوماته فسوف تتنتهي تدريجياً أسطورة ( الشرقي – المتدين ) .... !!!!

فإذا تبنت هذه التيارات أساليب القمع الفكري والإرهاب الثقافي التي عهدناها منها في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم , وإذا أقامت مقاصل ومحاكم التفتيش الفكري والديني للمخالفين , وإذا أنشأت المحارق والخوازيق لأصحاب الرأي والمبدأ ;  فإننا لا نستبعد نتيجة كتلك التي وصلت إليها أوروبا المسيحية . وأؤكد ثانية على التشابه الكبير بين رجل الشارع المصري المتدين – أو الرافض للإلحاد – في الوقت الحالي , وبين رجل الشارع الفرنسي المتدين – أو الرافض للإلحاد – في العصور الوسطى

         
أحمد عبد الحي شلبي
السبت
9 – 6 - 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق