بدأت الجامعة نشاطها الدراسي المفتوح بهيئة تدريس أجنبية : إيطالية وفرنسية في المقام الأول وألمانية وإنجليزية في المقام الثاني , وتم الاستعانة بمدرسين من مدرسة القضاء الشرعي ودار العلوم , ولم يكونوا من حملة الدكتوراة , ولم يكن للجامعة مقررات دراسية منظمة , أو معايير للالتحاق , أو مستويات للصفوف , أو مراحل دراسية وإختبارات ودرجات , وكان من السهل أن يسدد أحدهم الرسوم اليسيرة ليدخل قاعة المحاضرات , ويمكنه أيضاً أن ينال شهادة على استماعه لتلك المحاضرات , لذلك كان من الطبيعي أن تجد الافندي والخواجة والشيخ متجاورين في تلك المرحلة , ولما انتقدت الجامعة بسبب هذا الشكل المشين للدراسة أنشأت " شعبة الآداب " سنة 1910 , وكان لها مجلساً وعميداً هو " إينو لايتمان " , وأصبح الحصول على الشهادة الثانوية شرطاً للإلتحاق
رسوم الاشتراك :
120 قرش للثلاث مواد مجتمعة , بواقع 40 قرش للمادة الواحدة
5 قروش لحضور المحاضرة
وارتفعت المصروفات بشكل مذهل في عام 1910 فوصلت لـ :
6 جنيهات للطالب المنتظم
40 قرش للطالب المستمع
جنيه واحد رسوم الامتحان للطالب المستمع
قسم الطالبات :
افتتح قسم للطالبات أواخر سنة , واستهلت التدريس به " مدموازيل كوفرير " 1909 بالأنشطة والدراسات الخاصة بالمرأة , واتسع القسم ليشمل المزيد من المدرسين والمزيد من المقررات العامة, إلا أنه لاقى هجوماً شديداً من الأزهر وبعض المثقفين أمثال أمير الشعراء أحمد شوقي , وتم إغلاقه في مايو 1912 .
شبح الإفلاس :
استقال الأمير أحمد فؤاد من رئاسة الجامعة سنة 1913 , ورأس الجامعة وزير الحقانية الأرستقراطي المستهتر حسين رشدي , وقدم حسين رشدي استقالته أكثر من مرة إلا أن مجلس الجامعة ناشده العودة واضعاً علو المقام فوق بذل الجهد .
وفي إحدى فترات انقطاع حسين رشدي الطويلة لقضاء الصيف في أوروبا كعادته رأس الأمير حسين كامل مجلس الجامعة , وطبعاً لفترة وجيزة , لأن الحرب العالمية قد اندلعت وعزل البريطانيون عباس وولوا السلطان حسين كامل العرش , وفي ظل انسحاب الكثير من وجوه القصر عن مجلس الجامعة عاد أنصار حزب الأمة لملأ الأماكن الشاغرة في المجلس , وواجهت الجامعة أحلك الظروف الاقتصادية بلا قائد قوى لها , ومن أبرز التداعيات الاقتصادية :
· تخفيض رواتب المدرسين الأجانب مما دفعهم لترك الجامعة , وترتب عليه اتخاذ قرار مجلس الجامعة بإعادة طلاب البعثات قبل انتهاء فترة دراستهم بالخارج للتدريس بالجامعة , إلا أن هبة نقدية ملكية أنقذت الأمر .
· انتقال مقر الجامعة من سراي جناكليس إلى مقر آخر بالفلكي بواقع إيجار سنوي 250 جنية .
· واجه طه حسين في البعثة مشكلات مادية عديدة ولم تستطع الجامعة إسعافه .
الجامعة العامة :
بحلول عام 1917 أدرك البريطانيون أهمية وجود جامعة يتم تشكيلها وفقاً لهواهم , وقد جاء ذلك صريحاً في تقرير لجنة " ملنر " 1920 , وفي هذا العام إنضمت كليات الزراعة والتجارة والطب البيطري للحقوق والطب والمعلمين والهندسة , وكان عدد الطلاب خريجي المدارس الثانوية الراغبين في الالتحاق بالجامعة هائل , ولم تستطع الجامعة استيعابهم , فاتجه التفكير لإنشاء مقر جديد .
كانت لجنة تحضيرية برئاسة " عدلي يكن " وزير المعارف قد أنشئت بهدف قيام جامعة عامة , وصدر تقريرها النهائي عام 1921 , ولكن استقلال مصر عام 1922 جعل التقرير بلا فائدة لعودة التعليم إلى السيطرة المصرية , فشرعت لجنة جديدة برئاسة " إسماعيل حسنين " في إعادة صياغة تدابير إنشاء جامعة عامة , وقررت اللجنة تحويل مقر الجامعة الأهلية القديم بالفلكي لكلية الآداب , وتم ضم الحقوق والطب للحرم الجامعي الجديد بالجيزة , وإنشاء كلية للعلوم .
صدر مرسوم إنشاء الجامعة العامة في 11 مارس 1925 برئاسة أحمد لطفي السيد , وكان مقدراً لكليتي الآداب والعلوم أن تستكمل الدراسة بهما من مقرهما القديم بقصر الزعفران ( الذي هو الآن مقر جامعة عين شمس ) بضاحية العباسية .
معلومات قيمة .. لكن هل فعلاً أرقام الاشتراكات صحيحة ، لو كان ذلك كذلك لكانت هذه الاشتراكات عالية جداً في حينها مقارنة بالأجور و بسعر العملة المصرية حيث كان الجنيه الذهب أرخص كثيرا من الجنيه المصري
ردحذف