لطالما انجذبت رغماً عني نحو النظريات التي تضرب المعتقدات الغيبية في أسسها , وأهم أسسها على الأطلاق هو ركن الرب , أو الإله .
لماذا نصر دوماً على وجود إله ... ؟؟؟ لماذا نحاول جاهدين أن نخلق مالا يمكن أن تراه أعيننا أو تسمعه آذاننا , أو حتى نستطيع أن نلمسه بأيدينا ... ؟؟؟ أعتقد أنه لو تسنى لنا ذلك لنبذنا ذلك الإله الذي يمكننا التعامل معه مثلما نتعامل مع بعضنا البعض , لذلك وجب أن يكون هذا الإله مفارقاً , ومن تكوين آخر .
وقد راعني ذلك المجهود الجبار الذي استنفذه الأولون والمحدثون في إنكار الصفات المشينة عن إلههم , وإضفاء صفات أخرى من شأنها الإعلاء من ذاته , وهم في ذلك معذورون ... فلا يمكن أن نسلم مقاليد أمورنا بيد إله تشوبه الشكوك , حتى خيل إلى أن مصير الآلهة متعلق بأيدينا نحن البشر , لا العكس .
أستطيع الجزم يقيناً أنني لا أقوى على الحياة بدون رقيب , وإلا فسأصير حيواناً يفعل ما يحلو له وقتما يحلو له , ولكن , ألا يمكن أن تكون القوانين والعادات والأعراف آلية تقويم ورقابة يحيا بها اإنسان ...؟؟؟؟
أخطأت , ماذا بعد ..؟؟؟
لنفكر سوياً ماذا لو لم يوجد هذا الرب الذي يعاقبنا حين نخطئ , ويثيبنا حين نصيب ... ستصبح حياتنا غابة .. بلا شك . ولكن , ألا يمكن أن تصير آليات الردع والإثابة الإنسانية بديلاً عن مثيلاتها الإلهية ..؟؟؟ بل إن آليات الردع الإنسانية ستكون أكثر فاعلية وجدوى , وبالطبع هذا ما أدركه المشرع فأضاف العقاب والثواب الآني بجانب العقاب والثواب الآجل .
نئن تحت نير القيود , ولكننا لا نستطيع أن نحيا بدونها , بل إننا لا نجرؤ حتى على التفكير في تحطيمها .
وليواجه أحدنا نفسه بتساؤل ... إذا تسنت لك فرصة السرقة , ونبذتها بقوة , فما الدافع الحقيقي وراء ذلك الرفض ...
• أهي الغريزة التي جبلت على رفض أفعال , وقبول أخرى دون تفكير .
• أهي التربية والنشأة التي زرعت بداخلك قواعد وأسس منذ الصغر لا يمكنك أن تحيد عنها .
• أهي الخوف من النار , كعقاب أخروي .
• أهي الخوف من السجن , كعقاب دنيوي .
قد يكون كل هذا , ولكن من المؤكد أن واحداً فقط من هؤلاء كان له أسبقية التأثير , وأولوية الحق في احتواء ذاتك .
دع فرصة لعقلك للإجابة المحايدة على هذا السؤال , فقط لتعرف إن كنت صادقاً مع قيدك , أم أنك تتحايل عليه مثلما تتحايل على الكثير والكثير في حياتك
أحمد عبد الحي شلبي
الجمعة
15 – 6 - 2007
لماذا نصر دوماً على وجود إله ... ؟؟؟ لماذا نحاول جاهدين أن نخلق مالا يمكن أن تراه أعيننا أو تسمعه آذاننا , أو حتى نستطيع أن نلمسه بأيدينا ... ؟؟؟ أعتقد أنه لو تسنى لنا ذلك لنبذنا ذلك الإله الذي يمكننا التعامل معه مثلما نتعامل مع بعضنا البعض , لذلك وجب أن يكون هذا الإله مفارقاً , ومن تكوين آخر .
وقد راعني ذلك المجهود الجبار الذي استنفذه الأولون والمحدثون في إنكار الصفات المشينة عن إلههم , وإضفاء صفات أخرى من شأنها الإعلاء من ذاته , وهم في ذلك معذورون ... فلا يمكن أن نسلم مقاليد أمورنا بيد إله تشوبه الشكوك , حتى خيل إلى أن مصير الآلهة متعلق بأيدينا نحن البشر , لا العكس .
أستطيع الجزم يقيناً أنني لا أقوى على الحياة بدون رقيب , وإلا فسأصير حيواناً يفعل ما يحلو له وقتما يحلو له , ولكن , ألا يمكن أن تكون القوانين والعادات والأعراف آلية تقويم ورقابة يحيا بها اإنسان ...؟؟؟؟
أخطأت , ماذا بعد ..؟؟؟
لنفكر سوياً ماذا لو لم يوجد هذا الرب الذي يعاقبنا حين نخطئ , ويثيبنا حين نصيب ... ستصبح حياتنا غابة .. بلا شك . ولكن , ألا يمكن أن تصير آليات الردع والإثابة الإنسانية بديلاً عن مثيلاتها الإلهية ..؟؟؟ بل إن آليات الردع الإنسانية ستكون أكثر فاعلية وجدوى , وبالطبع هذا ما أدركه المشرع فأضاف العقاب والثواب الآني بجانب العقاب والثواب الآجل .
نئن تحت نير القيود , ولكننا لا نستطيع أن نحيا بدونها , بل إننا لا نجرؤ حتى على التفكير في تحطيمها .
وليواجه أحدنا نفسه بتساؤل ... إذا تسنت لك فرصة السرقة , ونبذتها بقوة , فما الدافع الحقيقي وراء ذلك الرفض ...
• أهي الغريزة التي جبلت على رفض أفعال , وقبول أخرى دون تفكير .
• أهي التربية والنشأة التي زرعت بداخلك قواعد وأسس منذ الصغر لا يمكنك أن تحيد عنها .
• أهي الخوف من النار , كعقاب أخروي .
• أهي الخوف من السجن , كعقاب دنيوي .
قد يكون كل هذا , ولكن من المؤكد أن واحداً فقط من هؤلاء كان له أسبقية التأثير , وأولوية الحق في احتواء ذاتك .
دع فرصة لعقلك للإجابة المحايدة على هذا السؤال , فقط لتعرف إن كنت صادقاً مع قيدك , أم أنك تتحايل عليه مثلما تتحايل على الكثير والكثير في حياتك
أحمد عبد الحي شلبي
الجمعة
15 – 6 - 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق