أفاتار " , هو صرخة ضد التيارات الاستعمارية التي تدعم مبدأ " اقتتال الحضارات " أو صراع الحضارات , فالمعروف عن الاتجاهات الاستعمارية الحديثة انها تهتم أولاً بالغزو الثقافي عن طريق :
1 - إحلال ثقافة مكان أخرى , كما حدث في استعمار الأسبان للقارة الأمريكية الجديدة ومحو الهوية الهندية للسكان الأصليين .
2 – تصدير الجوانب السيئة لثقافة الغازي بهدف تقويض دعائم وأسس الثقافة القائمة , كما حدث في استعمار الانجليز لمصر بعد فشل الثورة العرابية .
3 – الترويج الدعائي لثقافة الغازي في البلاد المستعمرة بهدف جذب الشعب المحتل وتقوية رغبته في الاندماج بهذه الحضارة فتكون النتيجة مزج الحضارتين المتباينتين وتكوين حضارة أقرب لأن تكون مسخاً , كما يحدث الآن في الثقافة العربية من جراء الغزو الثقافي الأمريكي .
وقد تكونت تلك الاتجاهات التي يمكن أن نطلق عليها عنوان " الغزو الثقافي أولاً " بعد الفشل التي منيت به الحركات الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين والتي كانت تعول على الغزو العسكري أو الاقتصادي وأحياناً المناهضة السياسية .
ومن الواضح أن المجتمع الأمريكي يعاني من مشكلة اساسية متعلقة بأصله , ونشأته , وتاريخه . فالشعب الأمريكي لا حضارة له ولا تاريخ , فضلاً عن أن وجوده مرتبط تاريخيا بطرد الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية , وهو ما يضعف موقفهم مقارنة ببلاد أدنى منها في المستوى ولكنها صاحبة حضارة عريقة وتاريخ لا يمكن تزييفه , لذلك فقد رأت النخبة الأمريكية مؤخراً ان تعمل على تحوير وتبديل مفهوم الحضارة نفسه , بحيث تنتزع منه عناصر مثل القدم , والتأثير وتضع بدلاً منهم عناصر أخرى كالتقدم التكنولوجي و تحقيق النفع العام بأي وسيلة .. وهذا ما حدا بالفيلسوف الأمريكي وليم جيمس وجون ديوي أصحاب الفلسفة البراجماتية إلى اعتبار الغاية من الفعل هي الهدف الأسمى , وأن تقييم الفعل , أي فعل , يقوم على مدى تحقيقه للنفع , ضاربين بعرض الحائط كل الاعتبارات الأخرى كالأخلاق والدين والعادات .... إلخ .
وقد جاء الفيلم موضحاً وجهة نظر مبدأها أن الغزو أو الفتح أو الاحتلال ليس من حقه طمس الهوية الأصلية أو تشويهها , إذ يجب على المحتل أن يحترم ثقافة ألآخر , ويجب عليه عدم المساس بأسس حضارة شعب هذه الأمة المحتلة , حتى وإن كان هذا الشعب يمشي على أربع ولهم ذيول .
إذن , فالفيلم لا يهاجم فكرة الاحتلال بحد ذاتها , ويعتبرها حق مكتسب للأقوى أن يقيم سطوته على الضعيف , وإنما يهاجم مبدأ اقتتال الحضارات .
أحمد عبد الحي شلبي
الثلاثاء
16 - 3 - 2010
1 - إحلال ثقافة مكان أخرى , كما حدث في استعمار الأسبان للقارة الأمريكية الجديدة ومحو الهوية الهندية للسكان الأصليين .
2 – تصدير الجوانب السيئة لثقافة الغازي بهدف تقويض دعائم وأسس الثقافة القائمة , كما حدث في استعمار الانجليز لمصر بعد فشل الثورة العرابية .
3 – الترويج الدعائي لثقافة الغازي في البلاد المستعمرة بهدف جذب الشعب المحتل وتقوية رغبته في الاندماج بهذه الحضارة فتكون النتيجة مزج الحضارتين المتباينتين وتكوين حضارة أقرب لأن تكون مسخاً , كما يحدث الآن في الثقافة العربية من جراء الغزو الثقافي الأمريكي .
وقد تكونت تلك الاتجاهات التي يمكن أن نطلق عليها عنوان " الغزو الثقافي أولاً " بعد الفشل التي منيت به الحركات الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين والتي كانت تعول على الغزو العسكري أو الاقتصادي وأحياناً المناهضة السياسية .
ومن الواضح أن المجتمع الأمريكي يعاني من مشكلة اساسية متعلقة بأصله , ونشأته , وتاريخه . فالشعب الأمريكي لا حضارة له ولا تاريخ , فضلاً عن أن وجوده مرتبط تاريخيا بطرد الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الأمريكية , وهو ما يضعف موقفهم مقارنة ببلاد أدنى منها في المستوى ولكنها صاحبة حضارة عريقة وتاريخ لا يمكن تزييفه , لذلك فقد رأت النخبة الأمريكية مؤخراً ان تعمل على تحوير وتبديل مفهوم الحضارة نفسه , بحيث تنتزع منه عناصر مثل القدم , والتأثير وتضع بدلاً منهم عناصر أخرى كالتقدم التكنولوجي و تحقيق النفع العام بأي وسيلة .. وهذا ما حدا بالفيلسوف الأمريكي وليم جيمس وجون ديوي أصحاب الفلسفة البراجماتية إلى اعتبار الغاية من الفعل هي الهدف الأسمى , وأن تقييم الفعل , أي فعل , يقوم على مدى تحقيقه للنفع , ضاربين بعرض الحائط كل الاعتبارات الأخرى كالأخلاق والدين والعادات .... إلخ .
وقد جاء الفيلم موضحاً وجهة نظر مبدأها أن الغزو أو الفتح أو الاحتلال ليس من حقه طمس الهوية الأصلية أو تشويهها , إذ يجب على المحتل أن يحترم ثقافة ألآخر , ويجب عليه عدم المساس بأسس حضارة شعب هذه الأمة المحتلة , حتى وإن كان هذا الشعب يمشي على أربع ولهم ذيول .
إذن , فالفيلم لا يهاجم فكرة الاحتلال بحد ذاتها , ويعتبرها حق مكتسب للأقوى أن يقيم سطوته على الضعيف , وإنما يهاجم مبدأ اقتتال الحضارات .
أحمد عبد الحي شلبي
الثلاثاء
16 - 3 - 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق